تفاصيل صغيرة .. لكائن يعبر النهر وحيدا !!

” الساخر كوم ”

..
.

ملاحظة تعنيكم : هذا كلام تافة .. لاتتعبوا أنفسكم !!

ملاحظات لاتعني أحدا :

(1) السُـمرة تملأ قلبك !!
(2) كيف نسيت البارحة أن تغلق العالم وتنام ؟!
(3) بَحـّتك تذكرني به .. أكان عليك أن تكون مسمارا في الذاكرة ؟!

..

قبل الحافة :

مثل كل مرة .. نست أمي ونادتني بإسمك !!

..

http://www.beardencreations.com/terrishallmark/lpcare.jpg

لسبب ما أنا هنا ، في غرفة صغيرة في نهاية الممر !!
يبدو أنني بدأت أتقدم في السن دون أن أعي أن الحياة محاولة للعبور ،
وأنني لم أفكر بهذا العبور يوما ما !!

الساعة : ” الصباح جدا ” ..

تنقصني الخبرة لابتسم ، هكذا وأنا أرى كل هذه الآلام أمامي ..
البشر يعرفون جيدا كيف يشتكون ويتحدثون عن آلامهم ،
وفي كل مرة أفكر بالشيء ذاته ، كيف فاتني أن أتعلم لغة الألم ؟!
..
.

الساعة : ” الصباح ” ..
الحالة : كلون يبحث عن فرشاة !!

كنت أعبر الممر الأبيض .. كالعادة .. أمر بين الحشود ..
السماء هناك أقل صمتا من بعض النسوة اللاتي أخذن يتحدثن عن آلام أطفالهن ،
وكيف أمضين ليلة البارحة دون أن ينمن !! كانت طلفة صغيرة تلعب في الممر ..
بفستانها الصغير .. بيديها الصغيرتين .. كانت ضحكتها تملأ المكان ..
كنت أراها من بعيد .. الأمر الذي أدهشني أنها تتعمد الاصطدام بالمارة ..
وبمن حولها من الأطفال ، وفي كل مرة تصطدم بأحدهم كانت تضحك ..
كانت تسقط لعبتها ، ثم تنحني لتبحث عنها وتأخذها من جديد ..
حينما مررت بجانبها .. كانت صافية العينين، ذات ملامح بريئة وجميلة جدا ،
ضحكتها تمنح أفراحا للآخرين ، أوقفني أحدهم وأنا بالقرب منها ..
أخذ يحدثني قليلا ويسألني عن شيء ما ، وحينها سقطت الطفلة ..
وأخذت تبكي بعد أن ارتطمت بكراسي الانتظار ،
وبالرغم من أن الذي كان يحدثني واصل حديثه إلا أنني
أخذت أراقب بكاء الطفلة بعد أن حملتها أمها ..
تقدمت لالتقط اللعبة التي سقطت بالقرب من الكرسي ،
تقدمت من الطفلة .. ابتسمت ومددت لها اللعبة ..
لم تعرن انتباها .. فأخذت والدتها اللعبة مني وقالت :
” البنت ما تبصر ” !! ..

ثم إننا نمضي في الحياة .. ولسنا نفكر أبدا .. كيف هي مصائرنا !!
تنقصني الخبرة لابتسم ، هكذا يصبح الناس ويمسون .. والألم يتوزع بين أجسادهم ..
وهم يعلمون أنهم عابرون .. عابرون ليس أكثر !!

الساعة : ” الضحى .. الضحى تقريبا ”
الحالة : أيهما أقل جمالا .. عيناك أم السماء ؟؟

(1)

– هلا منير .. كيفك ؟
– الحمد لله بخير
– اسمع .. البارح أحمد سألني عنك .. قلت له أنك مشغول جدا، يعني باختصار ماحبيت أقوله شي !!
– أوكيه..
– طيب أنا بمرك بعد شوي .. تبغى شي .. أجيب لك كوفي !!
– لا لا
– طيب سلام
– سلام

يبدأ يومك بالألم ..
وينتهي بالألم .. وأنت تسأل نفسك السؤال ذاته : كيف يعيش الناس بدون ألم ؟
ما الذي سيحكونه إذا ؟

( 2 )

– هلا يمه كيفك ؟
– بخير حبيبي كيف حالك أنت ، وأيش أخبارك ؟
– بخير يمة الحمد لله
– أيش فيه صوتك متغير .. تعبان ؟؟
– لا .. لا .. زحمة عمل بس ومرهق شوية .. نومي ملخبط
– . . . . . . . . . . .
– . . . . . . . . . . .

..

قريبا من عيادة الأطفال .. أب يشتم طفله الصغير بأقسى الألفاظ ..
والطفل يبكي بحزن .. اقترب منهما رجل مسن .. تحدث قليلا مع الأب ..
ثم عاد إلى كرسيه .. بعدها .. لم ينطق الأب بكلمة واحدة ..
أمضيت الليل كله أحاول أن أفكر ما الذي قاله الرجل المسن لذلك الأب ؟؟

..

تنقصني الخبرة لابتسم بعد كل هذا الضجيج .. كيف يمكن للصمت أن يكون صديقي ؟؟
أمي تذكرني دائما .. عليك أن تبدأ نهارك بالأذكار .. عشان الله يحميك ويرعاك ..
ليتني أفعل ما تقوله أمي !!

..

ها أنت الآن تستيقظ عند الفجر ، تعيد تدثير جسدك بالبياض .. وتمنح الغصن تلاوتك !!..

..

أبدأ صباحي بكأس من الصبر، هكذا أحاول أن أنهيه على عجل،
فحينما تعمل لا بد أن تكون هادئا وطيبا وحليما ومبتسما وصبورا أيضا،
يدلفون إلى مكتبي بملفات لا تنتهي .. هكذا كل صباح ..
ينبغي أن تنسى ألمك ، ينبغي كل صباح أن تقول : أنا بخير .. أنا سعيد .. أنا قوي ..
وأنت تعلم جيدا في قرارة نفسك أنك لا تفعل شيئا سوى الكذب .. الكذب باختصار شديد جدا !!

..

صديقي خالد يبتسم قليلا .. وقبل أن يخرج من سيارتي يقول :
منير .. ملاحظة بسيطة .. أنت تكرر كثيرا كلمة : باختصار شديد جدا !!
نضحك سويا .. ثم نغادر !!
..

تقف في الإشارة .. في مدينة كبيرة جدا .. حولك بشر كثيرون لا تعرفهم ..
لم ترهم من قبل .. السائق بجوارك لا تعرفه .. ولكنك تبتسم له ..
تريد أن تقول له .. أنك تحاول أن تكون قويا وسعيدا ،
لا ينظر إليك وليس لديه فرصة للابتسام .. ربما أمضى نهاره كله
يحاول أن يقنع من حوله أنه بخير وأنه سعيد وقوي .. فقط مثلما تحاول أنت ..
ربما .. من يدري ؟!…

الساعة : الظهيرة .. قبل انسكاب البحر في عينيك !!
الحالة : موج يرفض حملك إلى أحبتك !!

..

أمامك ساعة واحدة لتعبر من قلبك إلى قلبك ..
ساعة واحدة لتتذكر كيف قال الاستاذ مرتضى
حينما كنت طالبا في الصف الخامس :
” منير خلاص ما عاد يهتم في الدراسة مثل أول ” !!
تتذكر جيدا كيف انك حزنت جدا ،
وأنك ذهبت إلى المنزل حزينا ذلك اليوم ، لم تستطع أن تخبر أحدا ،
تتذكر جيدا كيف أنك حلّـفت أحدهم ألا يخبر أحدا !!
أمامك ساعة واحدة لتتذكر كيف صفعك الاستاذ مشهور وأنت في الأول متوسط ،
وكيف أحضر لك الاستاذ حمزة كأسا من الماء وأنت تبكي في خارج الفصل ،
وكيف قال الاستاذ سليمان لوالدك : ما الذي يريد أن يكونه منير حينما يكبر ..
ثم أردف : منير يستطيع أن يكون الشيء الذي يريده !!
أمامك ساعة واحدة لتستدعي طيف الاستاذ سليمان
وتبكي أمامه قليلا وتقول :
لم أفلح يا استاذ سليمان أن أكون أي شيء مما أردته ..
أمامك بعض الوقت فقط لتخبره أنك هنا
في مدينة كبيرة وباردة تمضي يومك كله في مشاهدة الألم وكتابة التقارير !!

..

كانت الجنة وحيدة حينما زرتها .. ألهذا تركت رداءك هناك قبل أن تغادر ؟!..

..

لماذا المستشفيات مليئة بالممرات البيضاء والطويلة .. ؟
لماذا لم أعد أشتم رائحة المطهرات التي تملأ الممرات ؟
كيف نسيت أن أخبرني أنني سأقضي كل هذا الوقت من عمري في هذه الممرات !!

..

يستوقفك أحدهم ويسألك : فين عيادة الباطنية ؟
تجيبه : ثالث غرفة إلى اليمين .. سلامات ما تشوف شر إن شاء الله ..
وقبل أن تكمل عبارتك يذهب مسرعا وهو يحمل أوراقا لتحاليل عديدة وطلبا للأشاعة ..
بسهولة يمكنك أن تتعرف على طبيعة الأوراق من ألوانها .. وتعرف بسهولة ما الذي تحويه !!
تغادر وأنت تلوم نفسك :
ألم يكن من الأفضل أن تقول له : سلامات ما تشوف شر قبل أن تدله على مكان العيادة ..
ويمضي يومك كله وأنت تلوم نفسك ،
كيف أنك بلغت كل هذا العمر وأنت لا تعرف كيف تتعامل مع تفاصيل حياتك الصغيرة !!

..

الساعة : العصر .. عندما تكون أقل نورا !!
الحالة : كمن ينوي قتل ألمه بالأنين !!

..

بعد كل هذا العمر ، تنقصك الخبرة لتبتسم ..
تحاول أن تقول لجسدك : أنت قوي ،
ولكنك بدأت تأخذ منه موقفا، فأنت تعلم جيدا : كيف أن جسدك خانك !!
..
الممرضة تحمل إليك خيراتها كل حين ..
وأنت كمن لم يعد يضيره الاستماع إلى مزيد من الألم!!
.. بهدوء تتذكر رئيسة الممرضات الأمريكية ” ليندا ” ،
وكيف قالت لك قبل سنوات : لابد أن تتعلم كيف تعيش حياتك بمعزل عن الآخرين !!
تتذكر كلماتها هذه وتسأل أين هي الآن ؟
لا شك أنها بلغت الستين الآن !! هل هي سعيدة .. ؟
هل فرحت لتخرج ابنتها من الجامعة ؟
هل استطاعت أن تفرح ما بقي من حياتها ؟ هل تفعل ما نصحتك به ذات يوم ؟

..

صوتك يشبه قلبك الغارق في الشوق .. كيف خبأت كل هذا الحنين دون أن يعلم أحد ؟!

..

تتوقف قليلا أمام صورة على الحائط .. طفل صغير يلعب أمام بيتهم ..
وسيارة تمر بجانبه ، بينما أمه فيما يبدو واقفة في مدخل البيت ..
الصورة قديمة جدا .. ربما عمر هذه الصورة أكثر من أربعين سنة !!
لا تملك إلا أن تفكر في هذه الصورة .. أين هم من كانوا بداخلها .. ؟
الطفل الذي بداخلها لا بد أنه في نهاية الأربعين !!
تسأل نفسك بحرارة : هل الأم على قيد الحياة إلى الآن ؟؟
هل كبر ذلك الطفل ؟ هل كان سعيدا ؟ هل أحب فتاة وتزوجها ؟
هل ذهب إلى المدرسة ؟ إن كان فعل .. هل ضايقه زملاؤه في المدرسة ؟
هل وبخه الاساتذة ؟ هل كان له أصدقاء ؟ ..
..
يمضي الوقت .. تحاول أن تتجاهل الصورة .. ولكنك تسأل .. هل ماتت الأم الآن ؟
هل كانت سعيدة قبل أن تموت ؟ هل غادروا منزلهم هذا ؟ أين زوجها ؟
هل بكى الإبن حينما ماتت أمه ؟ هل كان بارا بها ؟
كيف أمضى الإبن لياليه بعد أمه ؟ هل يتذكرها ويبكي لأجلها ؟
هل يراوده الحنين أنه يريد أن يراها ولو للحظة ؟؟

يا الله ملايين الأسئلة تعبر من قلبي لعقلي وبالعكس !!

..

..

الساعة : مساء .. كظلمة ثقب في جدار !!
الحالة : كمن يبحث عن قش ليرمي فيه الإبرة !!

.
.

( سأحكي لقلبي فقط )

.
.

على الحافة :

كيف مت ؟؟

منير / 24 أبريل 2008

الحالة : Fragile !!

.

الفاهم..غلط

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ريثما يصلح أحدهم حياته !!

سـأتـركـنـي هـنـا .. !!