الكتابة .. نـفـسٌ تعـبر حقل ألغام !!

” الساخر كوم ”


..
.

قبل الحافة :

كم هي صعبة البدايات .. !!

منذ فترة وأنا أبحث عن موضوع لأكتبه .. :ss:
أبحث عن شيء يصلح لكتابته هاهنا في المنتدى .. لم أجد ما يصلح ..
كل ما عندي قابل للدفن ، وبعضه للترميم ، :j:
وأشياء أخرى غير قابلة للترويض فضلت أن احتفظ بها ليوم أشعث أغبر ..
بحاجة أنا لموضوع يتحول إلى سكرة تذوب في قهوة الرصيف الداكنة ،
ولكنني لم أفلح في العثور على أي فكرة لموضوع ..
اشتكيت لصديق – يزعم أنه يحبني دون أسباب واضحة *c –
وقلت له : أريد أن أكتب موضوعا في المنتدى ولكني لا أجد ..
أجاب ببرودة المعتاد وبنفس طريقته في التهكم :
لا تكتب طالما أنه لا يوجد لديك ما تكتبه ..
لم يمنحني فرصة للتعبير .. فهذا الصديق يرى أنني أقل من أن يسترسل معي ،
وكثيرا ما يتهمني بأني غبي ..
وبالرغم من أني أبدي اعتراضي على هذه التهمة ،
إلا أنني أجد جزءً في داخلي يصدقه .. وأجزاء أخرى تحبه ..

لم أجد شيئا أكتب عنه .. بالرغم من كل أكواب القهوة التي تعاطيتها منذ أيام ..
بحاجة أنا للكتابة .. الكتابة بالنسبة لي مغامرة قابلة للتكرار رغم خطورتها ،
هي بالنسبة لي أيقونة أطرقها كلما عبرت بين فاصلتين ،
الكتابة تمنحني شعورا بالمشاركة .. هي بالنسبة لي خلوة شرعية بيني وبين نفسي ..
ما الذي أفعله غير الكتابة كلما استيقظت ، ولم أجد ما أفعله ..
الكتابة الشيء الوحيد الذي يدلني على بيتي كل مساء ، 😉
وهي الشيء الوحيد الذي يمسك بيدي ليعبر بي شارعا للصمت ..

هي آلتي لعبور حقل ألغام .. أضطر للعيش فيه كلما أغلقت عيني ..
تعجبني الكتابة ليس لأنها رخيصة التكاليف ،
وليس لأنها هادئة ، ولا تثير صخبا .. ولكنني أحبها لأني أحبها ..

لم أجد شيئا أكتبه .. فكرت بالكتابة عن إسمي ،
يعجبني إسمي إلى الحد الذي أشعر بالغبطة لأنني أحمل هذا الإسم ..
فلا يفصلني عن جدتي – رحمها الله – سوى تاء مربوطة تعلقت بطرف ثوب إسمها .. alhilal
تغريني فكرة الكتابة عن إسمي .. ليس لأنه رباعي فقط – مغرم أنا بكل ما هو رباعي ،
فالمربع هو المحبب إلى نفسي منذ أن عرفت الأشكال الهندسية ،
والرقم أربعة صديقي المقرب من بين كل الأرقام – ولكن يكفي أن أمي هي
من وهبتـني هذا الإسم .. :m: :m:

يا الله كم تـفـتـنـني أمي حينما تـناديني بإسمي …
يا الله ما أجمل إسمي على صوتها .. أحيانا أمعن في مداعبتها ..
وأصر عليها أن تـناديني بإسمي .. تبتسم وتناديني به ..
أكرر عليها ذلك .. تضحك أمي .. 🙂
وتقول : ( بس يا ولد .. إنته فاضي :rolleyes: ) !!

فاصل قصير .. رسالة إلى أمي ..

لازلت يا أمي كما أنا ..
أحاول أن أكون صبورا مثلك .. طيبا مثلك .. هادئا مثلك ..
لازلت أحاول .. إلا أنني لم أكن أبدا مثلك .. ولكنني أحاول ..
أقسم لك أنني أحاول .. لا زلت أنفذ كل نصائحك ..
ما الذي يسعني غير أن أحاول .. أعرف أنك كثيرة الدعاء لي ..
ولكنني محتاج لدعائك أكثر ..
أشعر بدعائك يحفني كلما حللت او ارتحلت ..
ولكنني محتاج لأكثر من ذلك .. أريد ان أغرق في عينيك .. ثم لا أعود ..

لم أجد ما أكتب عنه .. كل الأشياء متشابهه .. بحاجة أنا لموضوع ..
لفكرة .. لخارطة لا تتحدث عن الجغرافيا .. لأشياء لا تأتي متأخرة ..
أريد كينونة مؤجلة أصنع منها موضوعا جديدا ..
لم تعد تغريني فكرة الكتابة عن إسمي ،
أخشى أن يأتي أحدهم ويقول ” فرحان بإسمك ” .. :f:
كيف سأشرح له أنه من ريحة أمي .. صعب على الآخرين أن يقـتـنـعوا بما نحب .. :m:

اليوم ذهبت للمقهى لوحدي – كعادتي – ابتسم النادل
في وجهي ، … ون بلاك كوفي بليز :g: :g: … لم أجلس في الزاوية ككل مرة ..
أردت أن أغير مكاني .. ربما يمنحني ذلك إحساسا جديدا ..
شعورا مختلفا .. فكرة جديدة .. بحاجة أنا لأجد شيئا أكتب عنه ..
بحاجة لطوفان أعبره ، لتعب لا يكل من العراك ،
للغة لاتـنزف أحرفا ،
بحاجة أنا لموضوع أكتب عنه .. لشعاع متعرج ..
بحاجة أنا لزاوية مستديرة ، لفك من القطن ، لسارية تجوب الصحراء ،
بحاجة أنا لشيء مختلف .. أريد للرياح أن تكون على صواب ،
وأن تأتي بما تشتهي السفن هذه المرة ، ويل لي ..

على طاولة المقهى ..
وضعت رواية كانت بيدي ..
مفاتيحي .. جوالي الموضوع على الصامت منذ أسبوع ..
وجلست ..
بالمناسبة هذه الرواية أتعبتـني
– لن أخبركم بإسمها حتى لا تكرهوني أو ربما لن تكرهوني –
بحاجة أنا للسكون لأجد موضوعا يلائم الرصيف ..
بالمناسبة مرة أخرى .. السكون هي الحركة الوحيدة التي لا أحبها ..
تغريني الضمة .. أجدها قريبة إلى قلبي ..
وعلاقتي سلمية مع الحركات الأخرى ..

لا جديد .. ذهبت إلى المقهى .. عدت من المقهى .. لم أجد ما أكتب عنه ..
بحاجة أنا لشراع لا تمزقه العواصف .. بحاجة أنا للكتابة ..
هي الوحيدة التي تـفهمني .. هي الوحيدة التي تسمح لي باستدعاء كل من أحب ..
وأن يشاركوني لحظة ما .. بالكتابة وحدها يمكنني أن أعيد من أشاء وقتما أشاء ..
ربما أنا محتاج للكتابة لأتذكر أن صغار أحلامي لم تكبر بعد ،
وأن جنوني لا زال يحمل اللون ذاته .. بحاجة أنا للكتابة ..
للتأكد من أنني لا زلت أعرف كيف أعبر بين فاصلتين دون أن تـتعثر قدمي ،
ودون أن أشعر بالارتباك كلما فاجأتني شدة في الطريق ..
أخاف كثيرا من أن أفقد الكتابة فينهدم في داخلي معنى لم أكن لأجده بغير الكتابة ..
لم أجد شيئا أكتب عنه .. فاللاشيء يصيغ الأشياء بشكل صعب جدا ..
مأزق حقيقي أن لا تجد ما تكتب عنه .. مهجوس أنا بغريزة الافتراس ,,
أريد أن افترس شيئا لأكتب عنه ..
الكتابة هي ما أحسه يعيش بداخلي .. الكتابة هي نفسي ..

..

لم أجد ما أكتب عنه .. صديقي لا زال مصرا :

” لا تكتب طالما أنك لاتجد ما تكتب عنه .. يا أخي كن نفسك ..
خلك على طبيعتك .. يا أخي أنت غبي .. كن نفسك ..”

هكذا يرددها على مسمعي بكل سهولة .. كن نفسك .. كن نفسك ..
ماذا أقول .. أنا بحاجة إلى نفس لأكونها .. !! :n:

على الحافة :

مهجوس أنا بالنهايات .. !!

..
.

الفاهم..غلط

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( سـوّي حـبـيـبـي ) .. !!

ريثما يصلح أحدهم حياته !!